السلام عليكم
مقالة اليوم مفادها معرفة تاريخ الإنترنت و مراحل نشأتها بالإضافة إلى ماهية الشبكة العنكبوتية و دورها في تطور الإنترنت.
ما هو الإنترنت ؟
كلمة الإنترنت كلمة مركبة من كلمتين :
'إنتر' و هي اختصار لكلمة بالإنجليزية international و تعني 'عالمي'
'نت' و هي اختصار لكلمة بالإنجليزية network و تعني 'شبكة'
إختلف مفهوم الإنترنت عبر الزمن، ففي فجر نشأتها سنة 1969 كانت تعرف بالشبكة العالمية المرتبطة بالحواسيب، حيث أنشأت وكالة الأبحاث و المشاريع المتطورة الأمريكية أول شبكة تجربة تربط بين أربع مواقع بإسم أربانت ARPANET، كانت معمولة فقط للأبحاث العلمية و الجيش الأمريكي، و قد تم عرض عام لهذه الشبكة سنة 1972 في مؤتمر واشنطن بعنوان 'العالم يريد أن يتصل' و تم اختراع أول بريد إلكتروني من طرف العالم راي طوملينسون Ray Tomlinson حيث تم إرساله في ARPANET، و في عام 1980، قامت المؤسسة القومية الأمركية للعلوم National Science Foundation بتمويل قطاع البحث العلمي الذي تولى في تلك الحقبة برمجيات التراسل بحيث كانت هذه هي اللبنة الأولى في بناء عالم الإنترنت، بعدها بأربع سنوات تولّت نفس المؤسسة مسؤولية ARPANET و تم إعطاء أسماء للحواسيب الموصولة بالشبكة آنذاك و التي سميت بـ Domain Name System و المعروفة بـ DNS.
تم انضمام بعض الدول الكبرى كإنجلترا و الدانمارك للشبكة، و كان ميدان هذه الأخيرة منحصر في الدراسات و التراسل إلى أن جاءت النهضة عن طريق العالم البريطاني تيم بيرنرز لي Tim Berners-Lee الذي اخترع الشبكة العنكبوتية العالمية World Wide Web سنة 1989، و التي سهَّلت التواصل بين الأنام، سواء بمشاركة الأفكار و المعلومات أو تطبيق وضائف شتى عبرها، و هي عبارة عن نظام يربط مجموعة من النصوص التشعبية بعضها البعض، بحيث يمكن تصفح هذه النصوص أو ما تعرف بالمستندات عبر استخدام متصفح إنترنت، الذي بدوره يستطيع التنقل بين هذه النصوص عبر وصلات النص الفائق أو النص التشعبي، مع ضرورة تواجد الترابط المتداخل بين هذه المستندات، و المسؤول عن وجدانيتها مو المخدم 'ويب سيرفر' الذي يرسلها و محتوياتها إلى المتصفح بحسب طلبه لها. و من هنا تم إلغاء ARPANET و تنصيب INTERNET بشكل رسمي. و قد كساها طابع التغيير في غضون العقود القليلة الماضية من ناحية التصميم و الفاعلية، و تغير معها دورها في المجتمعات بحيث أضحت من أهم ما يعتمد عليه في شتى المجالات الكبرى نذكر منها الطب و الأمن و التعليم و الصحافة وغيرها...
كانت الشبكة العنكبوتية العالمية www في السنوات الأولى من إنشاءها عبارة عن صفحات قليلة التي لم تكن بدورها سوى عبارة عن نصوص تشعبية تحتوي على فقرات المعلومة مرتبطة ما بينها بروابط، لكن في بداية التسعينات، أعطت مؤسسة الأبحات الفيزيائية العالمية CERN بسويسرا شيفرة النص المترابط HyperText Markup Language و هو المبدأ البرمجي HTML الذي أدى إلى تطور الشبكة العنكبونية العالمية ثم تحقيق ثورة في عالم الأنترنت رغم تواضع التقنية آنذاك،
بحيث كانت تعتمد على جرافيك متواضع ينحصر في التصفح عبر التمرير العمودي لصفحة الويب، و المِؤشرات الزرقاء المُسطرة عند تواجد الروابط التشعبية، إلى أن تطورت شيئا ما في أواسط التسعينات، حيث نشأت Graphical User Interface المعروفة بـ GUI و هي تصميم جرافيك واجهة الموقع أو الصفحة، قد منحت هذه التقنية الحق في إضافة الصور و الأيقونات في المواقع.
في أواخر التسعينات، أتت تقنية الفلاش Flash Design و هو برنامج يُخوِّل للمصممين إقحام أصوات و مرئيات و حركات داخل الموقع يجعله أكثر حيوية في تجربة المجال السمعي البصري داخلها، و قد حققت تقنية الفلاش قفزة كبيرة لتكنولوجيا تصميم المواقع آنذاك.
بعدها في بداية الألفية الثالثة، اقتحمت وسائل الإعلام الإجتماعية المنصة محدثة غناً في التنوع المرئي، بحيث كان هذا سبب نشوء أكواد Cascading Style Sheets المعروفة بـ CSS التي منحت لمصممي المواقع تغيير ما شاءوا في المواقع كحجم و لون الكتابة، بنيات الصفحة و غيرها... بسبب هذه الأكواد، اصبحت المواقع لا تشبه بعضها البعض، فقد مكنت من فصل لغة برمجة المواقع كلاًّ بتصميمه الخاص.
في أوائل العقد الثالث من نشوء الشبكة العنكبوتية العالمية، أي خلال 2010، أتى لنا عبقري المعلوميات إيتان ماركوت Ethan Marcotte بتقنية جديدة تتيح تجربة المواقع في شتى أنظمة التشغيل، و هي تقنية Responsive Web Design أو ما تعرف بالقابلية و الجاهزية للموقع في أنظمة التشغيل، بحيث يكون الموقع متوافق مع جميع أنواع الشاشات، مما يتيح للزائر تجربة أفضل بتسهيل استعماله للموقع عبر جميع الأجهزة المتوفرة لديه سواء كانت شاشات هواتف أو لوحات أو حواسيب أو تلفزات؛ و قد أضحت هذه التقنية أساسية في ارتفاع نسبة السيو SEO للمواقع، و تعرف عند الخبراء بـ Flat Design.
و اليوم قد أصبح الإنترنت من أصعب الميادين و أكثرها تشعباً، لكن أساسياته دائما و ستبقى أبدا هي المحتوى و المعلومة، نحن لا زلنا في بداية المشوار، من يعلم في المستقبل أن سبب تغيير العالم هو الإنترنت، بحيث أنه هو الوسيلة الأكثر استعمالا في وقتنا الحالي، نظرا لاحتواءه -إذ بإمكاني القول- كل شيء.
إلى الملتقى بحول الله